الطالب الجامعي ... العمل التطوعي


الطالب الجامعي ...
العمل التطوعي




بنينا مِن تَطَـــوُّعِنا عمــارًا
 وأروينــا بِه أرضًــا قفـــارًا
وأعلَـــينا بِه صـرحًا عظيمًا
             يســـوّي هامَـة السّحبِ مَنـارًا

أبياتٌ بسيطة، صدحت بها لسان طالب كان مهتما بحاله ودراسته وتحقيق طموحه فقط، ثم ما لبث أن أردف إلى اهتمامه مصطلحا آخر ،كان ولازال له الأثر البالغ في تغييره نفسيا وثقافيا وحتى روحيا، وبدأ يزدوج باهتماماته ويعطي كل ذي حقٍّ حقه "فلنفسه حق... ولله حق" فالأولى أن من واجبه أن يخدم نفسه ويعطيها رغباتها المشروعة وواجباتها المفروضة والتي تعود له بالنفع والفائدة ، وأما الثانية فهي خدمة المجتمع الذي يعيش فيه أيّا كان هذا المجتمع (في الحرم الجامعي، محل إقامته، العمل) وأيًّا كان نطاقه السكاني محليًا أو قوميًا أو إسلاميًا أو حتى إنساني بشكل عام ، بما أنه إنسان ودينه دين إنسانية ، ورسالته رسالة عدل وسلام بين ساكني هذه الأرض ومهمته هي إعمار الأرض وهي عبادة إذا ما قرنت بالإيمان بالله تعالى.
الطالب الجامعي يرمي ببصره بعيدا، ويحلم بأحلام لربما تكون سخيفة بعض الشيء ولكنها توفر له الأمان النفسي و تدعمه أحيانا ليحقق جزءا مما يريد أن يصبو إليه ، والعمل التطوعي قد يكون جزءا لا يتجزأ من هذا الأمان ، فالله تعالى يشير إلى مكانة التطوع في كتابه العزيز فيقول: ) وَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَإنَّ الله شَاكِرٌ عَليمٌ( صدق الله العظيم ، فمن الملاحظ أن الطالب الجامعي لديه الطاقة الكافية والفائضة أحيانا ليصرفها في خدمة المجتمع ،ولا أعني بذلك الفراغ وإنما الفكر والثقافة والاختلاط  مع  الآخرين ومعرفة حوائجهم ومشاكلهم ،وهذا كله ما يكتسبه الطالب من خلال خروجه من حوافِّ الأمر والنهي والدراسة فقط  إلى مجال أرحب  ومجددٍ في حياته العملية وربما يكون مفصليا لأيامه القادمة ، وهذا ما يتطلب غرس قيم التعاون والتطوع في نفوسهم ودعمهم في ذلك ماديا ومعنويا، وهنا يأتي دور الإعلام من خلال تركيزه على فوائد العمل التطوعي وانجازاته وذلك يكون عبر وسائل الاعلام المتنوعة كالتلفاز ، و مواقع التواصل الاجتماعي، والمجلات ، والجرائد كذلك.  ومن جهة أخرى ينبغي من جميع الجهات المختصة  من شركات أو مؤسسات حكومية  أن تعطي  المسؤولية الاجتماعية التي هي خدمة المجتمع جزءا من تعبها وخدمتها وتقوم ببعض الأعمال التي تشرك فيها شريحة من الطلاب الجامعيين أو حتى غيرهم من طلاب المدارس  لكي يكونوا روادا للعمل التطوعي في المستقبل.

يرى بعض الطلبة أن العمل التطوعي غير مجدٍ وأنه لا يجلب لهم سوى التعب وخسارة الوقت، وهذا يرجع سببه لنقطتين عوّلت أو لمّحت عليها آنفا وهي التوعية والاهتمام ، فالتوعية لابد أن يكون ساعدها الأيمن هو الإعلام ،لأن لديه القدرة الكافية  لتغيير التفكير و من ثم يتبعه الأسرة لأنها النواة الأساسية لبناء فكر وثقافة الفرد و باقي المؤسسات المجتمعية ، وأما السبب الآخر هو الاهتمام وهو ما ينبثق من المؤسسات الحكومية والخاصة من خلال دعم القدرات ومهارات الطلاب واستغلال فكرهم لخدمة المجتمع ،وهو ما يعود بالنفع للجميع. لذا أرى ان المجتمع بكل فئاته عليه أن يعمل بجد لإخراج جيل قادر على خدمة الإنسانية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منار المجد

فاشل في الحب

حرف حب ضائع