للزهر التي رحلت عنا بغتة ... مرثية للزهر

أمي الغالية ... لا تكفيك مرثية ، ولا يكفيك نثر وأنتِ ما أنت في سويداء قلبي ، طيفك ما زال يجول بين عيني كلما هممت للنوم ،و أغمضت عيني أراك ، أنام فأحلمك كأنك تقولين لي :"لا لم أمت ما زلت أراعيك ياطفلي الصغير ، ما زلت أحن عليك ، ولكن احملني هنا ، اجعل الشمس تشرق من عينيك لأرى جنتي يا طفلي "آخر العنقود" " .
أمّاه ما زال في القلب غصة ، وما زالت الجدران مشرئبة بريحك ،و ما زال مشط شعرك وتلك الشعيرات التي غزاها الشيب تملأه ، اتنشق ريحه لأحس بك جنبي !
أمّاه أنا آسف على تقصيري ، وعلى تذمري غير المبرر لغيرتك علينا من أجل أن ترينا سعداء ، سأفتقد روحك في رمضان ، والعيد ، والتخرج أعدك أن أحمل الشهادة التي حصلتي عليها من المدرسة وأعلقها على جدار غرفتي وأفتخر أنك كنت حافضة لكتاب الله رغم تواضعك العلمي .
شكرا على تربيتك ، عطفك ، اهتمامك ، حبك،.....آآآخ
ماذا يفيد الكلام ؟! فقد فرطت في حقك حقا ، فرطت في تقبيل أقدام تحتها الجنة ! وهل بعد هذا من خسران أشد ...
البيت دونك غائر ،مظلم، مكفهر !!
لا أقول إلا أن يحفك الله بشآبيب رحمته ، ويدخلك فسيح جناته ، وأن يلهمنا الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
مرثية للزهر
بان غصن البان وانزاح الأمل
وانقضى عمر لروح في عجل
قُـدَّ قلبي حين نادوا يا فتى
قد أغارَ الموتُ أمي فاحتمِل
خبر أردى فؤادي للردى
زادني سقما وهما ووجـــل
وغدت أطيافها تسري الورى
تشعل الذكرى فتنسال المقل
صارت الدنيا لعيني قفرة
ورمـــالا ورمــــادا ومحِـــل
وجهك البسام أضحى في الثرى
وإلى الفردوس يرجو أن يُقل
يُتّم الطفل الذي في داخلي
وغدوت اليوم مسكين الحيَل
حطّتِ اللَوْعَة ٌ في لبّي كما
حطتِ الأثقال جسما فانفتَلْ
فإلى الرحمن أشكو حزَنًا
هدَّ فكري ، زاد شيبي والعلل
آه يا رباه جُد لي بالرضى
وبما قدّرت صبرا وأمل
ماجد بن حمد المحروقي
تعليقات
إرسال تعليق